أنامل في أقصى الجنوب الجزائري

مدينة برج باجي مختار هذه الروضة الغناء و الواحة الفيحاء التي إذا جلت بين شوارعها وتساءلت عن أسرارها ، فإن أول ما يذهلك هو اهتمام أهلها الشديد بالثقافة ومن ثم فالتقاليد ولذلك نجد بهذه المدينة الكثير من الجمعيات المهتمة بالصناعات التقليدية ، و إن كان ذلك يدل على شيء فإنما يدل على تعلق الإنسان التارقي بماضيه ومحاولته الاندماج بالحاضر ،وقد كانت البداية من عام 1984 حيث شهدت المنطقة ميلاد الاتحاد العام للنساء والذي كانت تترأسه لنصاري بسة حيث كانت جميع الصناعات تعرض داخل مركز واحد ، ولكن دوام الحال من المحال فلقد قبر الاتحاد العام للنساء أو بلغة أخرى تجزأ لتنبثق عنه عدة جمعيات من بينها : تيكيلت ـ اسبر ـ تارتيت ـ اسبرأنمرهان ـ خوميسة ـ العربي بن المهيدي ـ الحرفيين وغيرها .
الأمر الذي خلق نوعا من التنافس بين هذه الجمعيات فكل يريد أن يكون هو الأفضل وذلك ما جعل من الصناعة التقليدية بالمنطقة نجما يتلألأ في سماء البلاد من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها فشاركت في مختلف التظاهرات الثقافية الوطنية مثل :
ولاية أدرار 1984
تاغيت ولاية بشار
تميمون ولاية أدرار استقبال الرئيس بوتفليقة
الجزائر العاصمة ديسمبر 2006
زيارة لولاية بجاية
ولاية تمنراسيت في مهرجانها
ولم تقف هذه الجمعيات عند حد المستوى الوطني بل تعدته إلى المستوى الدولي حيث شاركت في مختلف المهرجانات و التظاهرات العالمية مثل:
زيارة مهرجان للرمال الذهبية بفرنسا
زيارة مهرجان صحاري العالم بدبي
زيارة ولاية كيدال بمالي منطقة أسوك وغيرها من بلدان العالم .
وتعد المرأة العنصر الفعال في هذا النشاط حيث نجد أنها تهيمن على بعض الصناعات كصناعة : اهكتان ـ اسبران ـ اسوسون ـ تامشيت ـ تشايهاتن ـ تكبوت ـ أزاوا – تيوساتن - إبلباض - إدفران و ...الخ .
ولكن ذلك لا يعني أن الرجل التارقي لا يلعب أي دور في هذا المجال فهو يحتكر بعض الصناعات مثل : الصناعات الخشبية : اكمبيس ـ تظوات ـ اسيلكو وغيرها
صناعة الذهب والفضة : خوميسة ـ اربيبن ـ تيكارضوين- الكزن… .. الخ .
وبفضل هذا التكامل وصلت الصناعات التقليدية في برج باجي مختار إلى ما هي عليه من ازدهار ورقي .
وأقول لجميع نساء العالم أن يتمسكن بمهنتهن وحرفتهن و أن لا يدعن الظروف وجميع التطورات تقهرهن عن الحفاظ على تقاليد آبائهن وأجدادهن ويفتخرن بها في جميع المحافل الدولية .