برج باجي مختا ر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برج باجي مختا ر

نافذة الى برج باجي مختا ر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زيارة صحفي من الخبر إلى المنطقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بربري تغليفت




المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
العمر : 40

زيارة صحفي من الخبر إلى المنطقة Empty
مُساهمةموضوع: زيارة صحفي من الخبر إلى المنطقة   زيارة صحفي من الخبر إلى المنطقة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 02, 2008 4:52 am

إن بعد المنطقة وانعزالها سبب كافي لجلب نظر الجهات الرسمية كالصحافة والمسؤولين وغيرهم من الجهات الرسمية الأخرى وهذا صحفي من جريدة الخبر - غدير فاروق - يحكي في سطور مشاهد رآها في 12سا قضاها بالمنطقة :

برج باجي مختار: غدير فاروق
" رحلة الوصول إلى هذه البقعة الجغرافية ليست بالسهلة، فهي تستغرق 11 ساعة عبر الطريق البري الوحيد والشاق الذي يربطها بأدرار على مسافة تقدر بحوالي 800 كلم•• ورغم ما لقيناه من تعب وإرهاق، إلا أننا عندما توغلنا في شوارع المدينة ليلا انكشف لنا عالم آخر يئن سكانه من ''جحيم المعاناة''، كما يقولون•• منازل من طوب، إنارة شبه منعدمة، إلا بالشارع المركزي•• أزقة رملية، سكان هائمون كالأشباح•• مدينة كأنها من نسج خيال مخرج أحد أفلام ''البعد الخامس''•• مدينة تعيسة بتعاسة محلاتها، رغم الابتسامات التي ترتسم على وجوه الأطفال كلما اقتربت منهم آلة التصوير التي كانت بحوزتنا•



أول حديث جمعنا مع سكان المدينة كان مع ''حاج باها''، صاحب المقهى الذي ''يزين'' مدخل المدينة، سألناه عما ينقص برج باجي مختار••رسم على وجهه ابتسامة عريضة وقال ''كل شيء•• فيمكنك أن تكتب كل ما تريد دون أن تسأل الناس عما ينقصهم هنا• وبالرغم من أن ظلام الليل الذي قد يخفي بعض الأشياء فسترى مدى العزلة والنقائص التي تميز حياة آلاف السكان هنا''• ويواصل الحاج '' فيما يخص التربية، فعدا مدرسة ابتدائية وإكمالية، يجبر الثانويون على الانتقال إلى مدينة رقان على بعد 650 كيلومتر لمزاولة دراستهم الثانوية؛ المحظوظون منهم يقيمون لدى أقارب هناك، أما البقية فتنتظرهم متاعب التعليم بالنظام الداخلي• وبحكم أنني انتقلت إلى هناك لمزاولة الدراسة فأعرف الظروف القاسية للنظام الداخلي برقان''•

صيدلية واحدة ونساء يلدن في البيوت

على بعد أمتار من مقهى ''الحاج''، أشار مرشدنا في هذه الزيارة الليلية ''حمود''، إلى دكان قائلا ''••• هذه هي الصيدلية الوحيدة بالبرج، لكن وجودها كعدمه، فلا تتوفر على دواء وان زودت به، فينفد بسرعة البرق''• وبلغة المتهكم على الوضع أضاف مرشدنا ''•• سكان برج باجي مختار مجبرون على حماية أنفسهم من مرض مستعص، لأنه لو حدث ذلك لكان الموت مصيرهم••''• الحديث عن الصيدلية يقود حتما إلى الحديث عن التغطية الصحية، وعن المستوصف الوحيد المتواجد بالمنطقة••'' الحاج باها '' قال إن هذا المركز أصابه ما أصاب المنطقة من عزلة '' لأنه يشتغل بتجهيزات طبية قديمة تعود إلى فترة الثمانينيات''• ويعتبر مرشدنا حمود أنه ''لولا مساعدة طبيب مركز حرس الحدود المتواجد هنا لكان الوضع أكثر مأسوية''•

وما كشفه من تحدثنا إليهم أن المرضى الذين يواجهون حالات مرضية صعبة يضطرون إلى التنقل إلى مدينة رقان برا• وهو ما يزيد حالتهم الصحية تدهورا•• حديثنا عن الوضع الصحي دفعنا إلى طرح سؤال حول مصير النساء الحوامل•• فكان الرد جازما ''أغلبهن يلد بالبيوت وبالطرق التقليدية• وهذا في غياب مصحة خاصة بطب النساء• وعند وقوع حالات حمل صعبة نضطر إلى حمل نسائنا إلى رقان''، يضيف الحاج•

كما سمحت لنا زيارة أحد البيوت أيضا بالوقوف على يوميات السكان، فالمنزل يخيم عليه الظلام، تهيئة منعدمة، مراحيض يندى لها الجبين، أما المطبخ الذي ألح علينا رب البيت على تصويره في الوقت الذي كانت زوجته تحضر وجبة العشاء، فانه لا يتوفر على أبسط الأدوات المطبخية•• ورغم هذا لم ينس صاحبنا واجب الكرم والضيافة، حيث ألح علينا بتذوق ''الملفوف''• وهو الطبق المحلي ويتكون من كبد الخروف•• رب الأسرة قال لنا ''أليس غريبا أن نأكل الكبد باستمرار ونحن نعيش هذه الوضعية الاجتماعية المزرية؟!''•

أكثر ما يتناوله سكان المنطقة هو اللحم بما فيه ''الكبد''، الذي يباع بأسعار ستسيل لعاب سكان الشمال، فكيلوغرام واحد من اللحم ببرج باجي مختار لا يتعدى 250 دينار، لوفرة المال مما يجعل من اللحم متوفرا في كل وجبات السكان على مدار الأسبوع، حتى أن أغلب السكان الذين صادفناهم يحملون في أيديهم أكياس مليئة باللحم• وخلال تجوالنا عبر أزقة المدينة، واصل حمود وصف الحياة ببرج باجي مختار، التي يعمل فيها منذ خمس سنوات، فيقول ''أن التزويد بالوقود والغاز الضروري بالنسبة للسكان، لا يتم إلا مرة في الشهر، فعند وصول شاحنات التموين تتشكل طوابير طويلة، ويتم اقتناء قارورة الغاز مقابل 200 دينار، ويقفز سعرها عند بعض المضاربين من السكان عند نفادها إلى 500 دينار''•

نفس الشيء بالنسبة إلى الخضار والفاكهة، التي تأتي من رقان، حيث تعرض بأسعار مرتفعة نوعا ما، فالبطاطا تصل أحيانا إلى 100 دينار، البرتقال إلى 150 دينار للكيلوغرام، أما الموز فيصل إلى 200 دينار، وقال بشأنه أحد السكان ''لم نشف غليلنا منه بعد، كما فعلتم أنتم في الشمال منذ سنوات''•

التهريب••• خيار لا مفر منه

في ظل انعدام التنمية، يبقى التهريب، حسب الكثير ممن تحدثنا إليهم، النشاط الأساسي لسكان المنطقة، لمواجهة البطالة• فقرب الحدود المالية التي لا تبعد إلا بـ 17 كيلومترا، جعل من برج باجي مختار، نقطة مرور لكميات معتبرة من السجائر المهربة القادمة من دولة مالي• في هذا الصدد قال البعض من السكان''•• التهريب خيار لا مفر منه• فبدونه ستجد العديد من العائلات المحلية نفسها قاب قوسين من الموت• ورغم المخاطر التي صارت تميزه، فنفضل المغامرة على مشاهدة أولادنا يموتون جوعا''• يقول أحد السكان، وإن رفض الجهر به، إنه كان يبدو عليه قريبا من هذا النشاط•

وحسب بعض المصادر، فبالإضافة إلى السجائر والوقود والغنم، بدأت المخدرات تجد في برج باجي مختار منفذا لها حيث كشفت لنا ذات المصادر أنه ''تم مؤخرا توقيف خمسة أشخاص من البرج، متورطين في محاولة تهريب الكيف المغربي من البرج، إلى مصر مرورا بليبيا''•

ومما يثبت استفحال نشاط التهريب بالمنطقة هو العدد الهائل من سيارات ''تويوتا ستايشن'' المركونة في الشوارع• وهي السيارات الأكثر استعمالا في مجال التهريب، حيث قال مرشدنا أن التهريب يتم أساسا مع مدينة الخليل بمالي، التي لا تتوقف بينها وبين برج باجي مختار، حركة سيارات ''الستايشن'' الناقلة منها لخراطيش السجائر واليها الوقود الجزائري، الحليب ومختلف السلع، فالمدينة المالية، يقول محدثنا ''أفقر منا'' قالها بطريقة للتخفيف من وقع ما يعانونه من حرمان وحفظ ماء الوجه• فلدى بعض السكان فان الفقر عار، رغم أنه ليس كذلك• القبض على ''عبد المومن خليفة''

بقرب محل بيع الخضار لصاحبه ''حليم'' ابن مدينة جيجل، الذي حط الرحال بالمنطقة، جمعنا حديث مع أحد جزاري المدينة، وما أكثرهم، حدثنا عن العزلة وعن الحرمان، وتبادر إلينا سؤال يبدو تافها بالنسبة لسكان تشكل بالنسبة لبعضهم المراحيض كماليات الحياة، فسألنا محدثنا إن تابع أطوار محاكمة الخليفة، فكان رده ''نوعا ما، أظن أنه تم توقيف عبد المومن خليفة ''راهوم يشارعو فيه''• وبعد أن صححنا معلومات صحابنا، ابتسم ورد علينا ''اعذرنا، فنحن منقطعون حتى عما يجري في رقان أو أدرار، فما بالك العاصمة، فيوم كانت رحلات الخطوط الجوية الجزائرية، كانت تصلنا الصحف كل أسبوع، وأما الآن وبعد إلغاء الرحلة، فان لم يقم أحد بإحضارها، فلا يمكنها الوصول إلينا، فلا تندهش أن شاهدت السكان يطالعون باهتمام عدد ''الخبر'' للشهر الماضي، والذي رغم قدمه فانه تتداوله الأيدي بشغف، خاصة أنها الجريدة الأكثر مقروئية هنا''•

وليقلل من الخجل الذي انتابه بشأن قضية الخليفة يقول ''تابعنا، أطوار المحاكمة قليلا عبر الإذاعة، أما التلفزيون فلم نسمع به قط يتحدث عن هذه القضية''• ويضيف ''بيناتنا، هل تظن أن محاكمة الخليفة هي الشغل الشاغل لهؤلاء الناس الذين يقضي بعضهم حاجياتهم في الخلاء''•

وعلى غرار بقية من تحدثنا إليهم، يرفض محدثنا الحديث عن تخلي السلطات المركزية عنهم ويكتفون بوصفها بـ''الإجحاف'' فقط، موقف محير، فسكان الشمال يكفي أن يغيب الماء أياما معدودات عن حنفياتهم لتثور ثائرتهم، في الوقت الذي يكفي أن يتوقف مولد ضخ المياه بالبرج لينقطع الماء أياما وأياما•

عزلة صحية، تربوية، إعلامية، تضاف إليها عزلة نفسية، فيقول حليم ''لم ننعم ولو مرة بزيارة وزير، تجعلنا نحس أننا في دائرة اهتمامهم، حتى وان كانت رمزية ولن يتمخض عنها شيء''•

ساعة فقط من الزمن قضيناها، بهذه النقطة البعيدة عن الشمال الجزائري، ساعة فقط جعلتنا نقف على مأساة إنسانية حقيقية•• ساعة من الزمن فقط جعلتنا نرى بأم أعيننا أن بشرا يعيشون حياة ضنك، فما سيكون الحال لو سمحت لنا الظروف أن نبقى يوما كاملا بأفقر، وأبعد برج من أبراج الجزائر، برج باجي مختار، المدينة التي تستمد تسميتها من الشهيد باجي مختار، الواقع ضريحه بمدخل المدينة•

وكما يقول المثل " ليس كل ما يلمع ذهب " أرد على زائرنا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.indakbbm.rigala.net
 
زيارة صحفي من الخبر إلى المنطقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
برج باجي مختا ر :: السكان :: النشاطات-
انتقل الى: